وبذلك أعزاءنا القراء نكون قد بينا لكم ما هو مفهوم التسامح، وأهميته وفوائده سواء للفرد أو المجتمع وأهمية التسامح في الإسلام.
سورة الطارق مكتوبة مع تفسير مبسط والدروس المستفادة منها
تزيد من قدرة الفرد على ضبط نفسه ومشاعره وعواطفه عن كثير من الصفات السيئة؛ مثل: الإنتقام من الأشخاص الآخرين، والحقد، والكراهية.
يُبنى التسامح على عدد من المبادىء التي تهتم بعدم التأثير في حريات الأشخاص الآخرين وأفكارهم الخاصة، أو التعامل والتصرف معهم بناءً على معتقداتهم وبعض تصرفاتهم؛ ومن مبادئ التسامح نذكر لكم:
يحدث العفو بعد وقوع الإساءة أو الظلم، فالشخص الذي يعفو يقوم بذلك كرد فعل على خطأ محدد ارتُكب بحقه.
قابل شخص الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال: (يا نبي اللهِ، كم نعفو عن الخادمِ؟ فصمَتَ، ثم أعادَ عليه الكلامَ، فصَمَتَ، فلما كان في الثالثةِ قال: اعفُوا عنه في كل يومٍ سبعين مرةً).
وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ . وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ] [٨].
التسامح يسهم في بناء علاقات صحية ومجتمعات متناغمة، ويعزز السلم والتعايش السلمي بين الأفراد والمجتمعات المختلفة.
في الختام، يتضح أن التسامح والعفو، هما من أعظم القيم الإنسانية التي دعا إليها الإسلام وأكد على أهميتها في بناء المجتمعات الراشدة، والذي ثبت الحديث عنهما في الكتاب والسنة، ورغم التشابهة بينهما إلا أنه يوجد فروق جوهرية قد وضحناها.
إن العفو هو شِعار الأنقياء الصالحين ذوي النّفس الرضيّة والحلم والأناة؛ إذ إنّ التنازل عن الحق يُعدّ نوعًا من الإيثار للآجل على العاجل، ويوسع هذا الخلق النقي التقيٍّ نفوذه بقوة ليدخل إلى شغاف قلوب الآخرين، فيوَّقروا صاحبه، كما أن العفو عن الآخرين ليس بالأمر السهل أو الهين؛ إذ إن له ثقلًا في النفس، فلا يتجاوز صاحبه هذا الثقل، إلا بمجاهدةِ حبِّ الانتقام للنفس والانتصار، وهذا لا يكون إلا للأقوياء الذين يسيطرون على أنفسهم ورغباتها، وإن كان أخذ الحق حقًّا يجوزُ لهم إمضاؤُه، لقوله عزّ وجل: [وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ] [٤]، إلا أنَّ التنازل عن الحقّ مع القدرة على أخذه هو دليلٌ على خَرق العادات وتجاوزِ المألوفِ بالتحلّي بخلق العفو.[٥]
في الفلسفة المعاصرة جاء تعريف مفهوم التسامح على لسان فريديريك نيتشه بأنَّه برهان يُستدلُّ به على شعور الفرد بالشك والارتياب تجاه المثل والمبادئ التي يتبناها، أما برتراند راسل فقد رأى التسامح ضرورياً لحياة الإنسان، فهو يعلِّمه تقبُّل ما لا يعجبه من أمور، والتعايش مع الآخرين من بني البشر.
يترتب عليه انتشار البركة، وبلوغ التقوى وزيادة الإيمان والرضا.
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ وأيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أحبُّ الناس إلى الله الإمارات أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ يُدخله على مسلمٍ، أو يكشف عنه كُربةً، أو يقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخٍ لي في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يقصد به الإمارات مسجد المدينة- شهراً، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجةٍ حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإنَّ سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل".
والتسامح يُعَد إحدى مكارم الأخلاق التي يتمتع بها المسلمون، وهناك كثير من الآيات في القرآن الكريم، وكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تحثُّ على التسامح وتبيِّن فضله بين الناس، ومن هذه الأيات والأحاديث نذكر لكم:
Comments on “The 5-Second Trick For التسامح والعفو”